الثلاثاء، يونيو 06، 2006

يا سمّ .. !!

Image Hosted by ImageShack.us





قالوا "ابتسم دوما ليحتار الآخرون في فهمك" .. واستوعبنا الجملة وبعض منا طبقها والبعض الآخر لا .. فالبعض الآخر اتخذ شعارا مختلفا تماما .. كان "ارسم ملامح الهم على وشك .. يتعمل لك هيبه وتحتار الناس فيك"
والحق يقال .. فلا أرى سببا واحدا يجعل لكل من أرى من شلة المتشائمين -هؤلاء- هذا الكم الهائل من الهم والغم الذي يظهروه .. تدخل على المنتديات لتجد الألقاب "في ظلام الليل" الوحيدة والمحروم" "اليأس المعتم" وهناك من احترف فن الحزن فتجده "الموت بعينه" القبر والتابوت" والى آخر مثل تلك الألقاب التي تجعلك تتساءل الم يعد شيئا مفرحا قط؟؟ والغريب أن تقرأ لهؤلاء الناس أصحاب الألقاب الكئيبة فتجدهم طبيعيين مثلك تماما .. يضحكون ويبتسمون .. ويحيون الحياة بشتى حالاتها حزن وبهجة ... الخ
ترى .. هل فقدنا كل شيء جميل أم صرنا لا ننظر إلا إلى الجزء الفارغ من الكوب .. ولو سألت بعضهم لردوا عليك "هي حالة تأتي علينا فنكتب مثل ذلك " أو بمعنى أدق "هو مودي كدة"
والله اعلم بهذا "المود" الذي لا ينتهي .. ربما الحزن الآن صار فن للاحتراف .. أن تحترف رسم التكشيره على وجهك .. وتطلي وجهك بهذا الكم من الكآبة لتدخل إلى أي مكان فتثير انتباه كل من فيه .. اهو البحث عن جذب الانتباه إذا !! ربما .. صار الآن الهدف هو الظهور!
حتى وعندما تشاهد تلك الرسائل القصيرة التي تأخذ شريطا يستمر في الظهور على التليفزيون وتتمنى لو تخترق الشاشة لتجذبه للخارج ومن ثم تمزقه أو تأكله بسنانك .. او تفترسه هو ومن يرسلون عليه .. ولكن لو دققت النظر في الألقاب ستجدها تأخذ نفس المنحنى .. "الوحيد المجروح " "المكسور التعبان" "المتألم الموجوع" "بلبل حيران" بل وستجد ماهو أظرف من هذا ذلك الذي يضع لقبا تفهم منه كل ما حدث له فى حياته فلا تسأله كيف حالك لان الإجابة معروفة "سابتني وراحت" فلا تعد لتسأله كيف حالك فقد عرفت مسبقا أنها قد "سابته وراحت" وبالطبع فهو يبحث الآن عمن تحل مكانها فإذا كنت ذكرا فلا تعره اهتمامك أما لو كنت أنثى فأنت وذوقك!
والعجيب أن مثل هذا الذي يرسل رسائل على القنوات الغنائية فمن الواضح جدا ان "موده" مرتفع للدرجة التي تجعله يشاهد الأغاني ويرسل رسائل ويتحدث لآخرين .. فهو يحيا حياة اجتماعية جيدة جدا ربما أفضل مني ومنك .. ولو المشاكل مادية فهو معه من النقود ما يجعله يقضي أيامه يرسل رسائل .. فما المشكلة ؟؟!!

اعتقد أن الحزن صار مفتاح لتعاطف الآخر معك .. مفتاح لفتح قلبك لشخص آخر فتتقاربا من بعض .. صار الحزن مفتاح التعارف ومفتاح لرسم هالة حولك ليحتار الآخرون فيك .. صار الحزن الدليل الأمثل على الهيبة والعقلانية .. حتى لو تفاجئت بعد اول جملة من الشخص انه أتفه شخص رأيته في حياتك !!

اذكر رباعية جاهين :
الضحك قال يا سم ع التكشير
أمشير وطوبة وأنا ربيعي بشير
مطرح ما بأظهر بانتصر ع العدم
انشالله أكون رسمايه بالطباشير
عجبي !!

أعلم أن أنصار الغم والهم .. ومحبي الكآبة في كل مكان لن يعجبهم هذا .. وبالطبع سينتقدونني وسأرد: "يا سم ع التكشير !!"

ليست هناك تعليقات: