الأحد، أكتوبر 14، 2007

11 سبتمبر فهرنهايت.. كمان مرة



لا يبدو ان المخرج المثير للجدل "مايكل مور" ينوي التنحي عن تصدر قائمة الاعلاميين المشاغبين في أمريكا والعالم أجمع، فبعد ان قدم فيلم "11 / 9 فهرنهايت" في عام 2004 والذي بات فيلما عالميا، ينوي المخرج تقديم جزء آخر للفيلم بعنوان "2/1 11/9 فهرنهايت" والمتوقع ظهوره بأمريكا في 2008

في الجزء الاول من الفيلم كان مور قد قدم صورة للواقع الحالي لامريكا بعد احداث تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر وكيف تم استغلال الموقف لصالح الارباح التجارية للحكومة الامريكية والاموال الشخصية كذلك للرئيس الامريكي الحالي جورج بوش مع اشارة واضحة وصريحة لكيفية انتخاب بوش والتلاعب الذي تم في تلك الانتخابات ونتائجها، ولاقى مور هجوما حادا من الشعب الامريكي بعد ان اوضح في فيلمه معرفة الحكومة مسبقا لتاريخ التفجيرات وان اللوم لا يجب ان يلقى كاملا على المسلمين او المتسببين في التفجيرات.

وفي الجزء الثاني يقوم مور بمتابعة تطورات الموقف، فقد تم انتخاب بوش للمرة الثانية ولازال الجنود الامريكيين في العراق ولازالت الحرب قائمة في وسائل الاعلام بين امريكا وبين مفهوم "الارهاب".

مور.. صحفي ومخرج

ولد مور -53عام- في مدينة فلينت بولاية ميتشيجان بأمريكا والتحق بمدرسة "davision" الثانوية حيث ابدى اهتماما ملحوظا في مادتي الدراما و"النقاش" ثم درس بعد ذلك الصحافة في جامعة ميتشيجان الا انه بعد فترة ترك الجامعة وعمل بشركة "جنرال موتورز" ثم بعد فترة قام بتأسيس جريدة "صوت فلينت" المحلية والتي نجحت بشكل كبير لتتحول الى "صوت ميتشيجان" وتغطي الولاية بأكملها ثم اغلقت الجريدة بعد فترة.

انتقل بعد ذلك مور الى كاليفورنيا حين اصبح المحرر الخاص بجريدة "mother jones" وهي جريدة مستقلة غير مخصصة للربح تقوم على التحقيقات السياسية العميقة.

نشأت بعد ذلك علاقة بين الرئيس الامريكي السابق "جيمي كارتر" ومور جعلته على صلة وثيقة بالاحداث السياسية أول بأول ومن ثم باتت شهرته كصحفي في الاتساع خاصة بعد ان نقده كثير من الصحفيين واصفينه بانه "صانع الافلام المراوغ".

بدأ مور تقديم الافلام عام 1989 بفيلمه الوثائقي "روجر وأنا" الذي يقدم فيه قضيه تقليص العمال في مسقط رأسه "مدينة فلينت" لجني الارباح الكبرى، و نال عنه جائزة "فيلم السلام" في مهرجان برلين الدولي.

ثم في 1995 قدم فيلم "اللحم الكندي" والذي من بطولة "جون كاندي" و"الان الدا" والذي قام بتأليفه بنفسه ويقدم فيه أحد افكار النظام الامريكي لتعويض خسائره في ارباح الجيش والنظام الدفاعي فيختلق حربا باردة مع دولة لا ذنب لها مثل كندا.. في قالب ساخر وكوميدي ولاذع في آن واحد ليشير الى أحد اسباب الحروب التي تشنها امريكا على العالم بدعوى الارهاب.

وفي 1997 عاد مور مرة اخرى للوثائقية بفيلمه "the big one" والمقصود بالعنوان "دولة امريكا" والذي يقدم فيه الارهاب الاقتصادي التي تنتهجه المؤسسات الكبرى في استغلال عمالة باجور متدنيه لجني ارباح كبرى دون الاستعانة احيانا بالعمال الامريكيين مما يسبب البطالة وقد يصل الامر احيانا لاستخدام المسجونين في السجون، والذي نال عنه جائزة افضل فيلم وثائقي من بوسطن.

احتراف السياسة الساخرة

في 2002 بدأت شهرة مور تأخذ منحى واسع بشدة حين قدم فيلم "bowling for columbin" والذي قدم فيه تاريخ العنف الامريكي في محاولة لاثارة تساؤل ساخر "هل نحن مجانين أسلحة أم نحن مجانين وحسب؟" ودعم الفيلم بوثائق مصورة وكتابية عن مفهوم التسليح في أمريكا وتجارة الاسلحة، ولم يكن هناك مفرا من ان ينال جائزة اوسكار عن ذلك الفيلم كافضل فيلم وثائقي بالاضافة الى أكثر من 20 جائزة اخرى عن الفيلم.

وفي 2004 اطلق مور فيلمه القوي "11/9 فهرنهايت" الذي خلق له الشعبية العربية بعد ان قام بفضح النظام الامريكي الحالي واستغلاله لتلك الاحداث، وفاز بجائزتين من مهرجان كان عن ذلك الفيلم، ولم يكن من السهل ان يتوقف مور بعد ذلك عن تلك الافلام التي صارت قنابل للجمهور ينتظر تفجيرها بفارغ الصبر فجاء في عام 2007 ليقدم فيلمين ناجحين احدهما بعنوان " كابتن مايكل في أمريكا" والذي قام فيه بزيارة عدد من الجامعات في كافة ولايات امريكا ليرى مدى تأثير ادارة بوش على تفكير الطلبة واراءهم السياسية.

والآخر "سايكو" او المريض النفسي ناقش فيه قضية التأمين الصحي في عقد مقارنات بين انظمة التأمين الصحي داخل امريكا نفسها والبلدان الاخرى، وتم تصنيف الفيلم كثالث فيلم جمع ارباح على مدار التاريخ للافلام الوثائقية.

لم تقتصر انشطة مور فقط على الافلام السينمائية الوثائقية بل امتدت لتشمل بعض الافلام في التليفزيون الوطني الامريكي والذي ناقش فيه عدة قضايا مثل المشردون وحرب الخليج ومفهوم العدالة وحتى حقوق الحيوانات.

ربما ذلك الارشيف المزدحم كان سببا قويا بشدة لأن تقوم "نيويورك تايمز" باختيار مايكل مور واحد من أكثر 100 شخصية مؤثرة في العالم عام 2005 خاصة بعد ان سأله عديد من الجمهور "لماذا لاترشح نفسك لرائسة الولايات المتحدة الأمريكية؟" فمعجبيه وجمهوره يضمنون له الفوز المؤكد.



الموضوع تم نشره على MBC.net

ليست هناك تعليقات: