الأحد، يناير 21، 2007

ابجني تجدني "طفل مطيع"



- "ده ملغبط ومكعبر وانا مش عاجبني."
- "طيب يا بنتي خلاص.. ارفضيه بس بذوق ولو انه عريس لقطة"
- "عمو عمو.. أختي بتقول عليك ملغبط ومكعبر ومش عاجبها وماما قالتلها خلاص ارفضيه بس بذوق وانك لقطة.. صح يا ماما؟؟؟".

في مثل هذه المواقف يلزم على الام ان تموت بسكتة دماغيه او ان يحدث لها نوع من التقلص والكششان وتبقى قد السمسمة.. وبصرف النظر عن طبيعة الحوار او الكلام المستخدم فلك ان تعلم انه بيتسجلك.. كل كلمة ناوية او ناوي تقولها اوعى تفكر انها كلمة وهتعدي او بيتك ممكن يبات فيه سر.. طول مافيه طفل صغير في البيت.. انسى ياعمرو!
ريكوردر بشري بلا ازرار للضغط عليه لذا يستحيل ان يتوقف وهو دائم العمل طوال فترة صحيان الطفل.. طول ماهو صاحي ماشي يسجلك وييجي قدام اكتر حد انت مش عايزة يعرف وتلاقيه بيكر المعلومات قدامه.. وبيقلدك كمان ويمثله تعبيرات وشك.. وانت تبقى عايز تدراي وشك ومش عارف تروح من البني أدم فين.. في نفس الوقت الشعور بانك في نص هدومك بينسيك الرغبة القوية في الانتقام من الطفل في انك نفسك تمسكه تساويه بالاسفلت.


الخبث في انك تعرف تستغل الريكوردر البشري ده لحسابك.. يعني لو عايز توصل كلام معين لحد معين هات الطفل البريء ده وقوله الكلام في ودنه -تمام كأنك بتدخل بيانات لكمبيوتر- ودوس Enter بإنك تقوله على فكرة يا حبيبي ده سر اوعى تقول لعمو فلان.. ويفضل الطفل يتنطط وهيتجنن لحد ما يظهر الهدف بتاعه "عمو فلان" وطبعا عمو هيكون اول واحد يعرف ويرتاح الطفل انه ادى المهمة على أكمل وجه ويهمد وينام النوم الملائكي بتاعه.. اما لو عايز الكلام ميوصلش خالص فاستنى لما الطفل ينام او يتلهي في لعبة او اي حاجة وابقى اتكلم انت بس بصوت واطي او ياريت تتكلم بره البيت او تقفل عليك باب الاوضة بس تتأكد ان البيه الصغير مش واقفلك على باب الاوضة.

الاطفال كمان مبقوش هبل زي زمان تقوله "انجغا" فيسكت ويضحك أو تضربله الارض بعد ما يكون وقع فيسكت ويقتنع ويبطل عياط.. ده كان زمان.. قبل ما الطفل ينزل وهو هيموت ع الموبايل وبيعرف يستعمله أحسن من أهله.. والكمبيوتر مش محتاجله كتالوج هو حافظ يشغله ويلعب عليه ازاي لوحده.. وفي نطاق المبدأ الميكافيللي "الغاية تبرر الوسيلة" ولأن طفل الألفية التالتة أصبح براجماتي نفعي فهو كمان بالفطرة عرف ازاي يستغل ردود أفعال الكبار لصالحه.. تمشي في الشارع عادي وتلاقي طفل عمال يضحكلك قوي من قزاز العربية وهات يا ضحك وابتسامات وتقرب تحسه بينط م السعادة ويبعتلك بوسة في الهوا وتستغرب قوي "إيه الحب اللى من اول نظرة ده؟!".. ولأنك طيب يا حرام وبتحب الأطفال تروح بسرعة شاريله حاجة حلوة وشيكولاتة وتديهاله.. ويضحكلك قوى ضحكة كبييييييرة "او الضحكة الاخيرة" لأنه بعد ما بياخد الحاجات الحلوة ولا هيعرفك ولا بيضحك ولا بينط وتلاقيه بياكلهم ولا باصصلك ويخلصهم.. تكون الاشارة فتحت والعربية انطلقت وقول لعمو شكرا ع الحاجة الحلوة!

اما عن الابتزاز اللى عيني عينك فحدث ولا حرج.. نظرة من الطفل بخبث تعني "ولله هقول لطنط اللى قلته عليها لو مسيبتنيش اتفرج على الكارتون" اما لو الابتزاز كان من طفل شرير بقى فبيبقى ابتزاز مادي على ابوه "يا الخمسة جنيه يا هفتن.. ولله لافتن"

خباثة الأطفال تتجلى في انه يستنى تعوز منه حاجة ويسألك "ايه المقابل؟" وساعتها اعرف ان ابنك هيبقى سوسة كبير قوي تتباهى بيه وسط الخلق، فلو فكرت انك تبعت ابنك ذي الست او السبع اعوام يشتري أي حاجة بما انه بقى يعرف يشتري فلازم تعمل حسابك على شوية لوزام كدة لزوم نزله البيه الصغير.. مهو مش هينزل ويطلع بالطلبات ع الفاضي.. لازم فيه ضريبة مبيعات كيسين شيبسي.. ودمغة شيكولاتة.. وبدل استهلاك للولد خمسين قرش هياخدهم.. ده غير انه هيتأخر نص ساعة بس عشان هيلعب فيفا مع صحابه ولو زادت النص ساعة لساعة متحبيكهاش بقى.. ده الولد نزلك مخصوص عشان حاجتك.. واخيرا يرجى التزام السمع والطاعة والرضا التام والدلع طول اليوم وممنوع منعا باتا اي طلبات تانية لباقي اليوم.
مش عاجبك؟؟ ابقى هاتلك عيل تاني يسمع كلامك وينزل يجيبلك الحاجة!


مي كامل