الجمعة، سبتمبر 07، 2012

فن التقدير


أؤمن تماماً أن المهم دوما هو تلك التفاصيل الصغيرة التي تكاد تلمحها بين صخب الحياة العنيف، من بين تلك الصرخات المتناثرة تلمح تفصيلة صغيرة تشعرك وكأنك تحيا داخل فيلم سينما حين تصبح الحركة بطيئة فجأة وتبطأ الحركات وتسكن شيئا فشيئا لتتمتع بتلك اللحظات.

عن تلك العيون الباحثة
وفي العيون تجد كلاماً كثيراً لا يقال، تجد عيناً باحثة عنك فتشعر كما لو أن العينان تحتضنك وتهتم بك، أحساس أبوي لا يمكن وصفه سوى أنه تجسيد لحنان صامت.. تلتحف بتلك اللحظة وبإحساسك بالاطمئنان مع تلك العينين وتمضي دون أن تذكر تلك اللحظة، قد حفرتها داخلك واتقنت التواطؤ الاجتماعي معها.

عن هؤلاء الحراس الصامتين
وما أكثرهم حولنا.. تجد أشخاص كثيرين يحمونك دون أن تدري، وتلمح ذلك بسهولة فقط لو ركزت قليلا في هؤلاء الحراس الذين يرسلهم إليك الرب ليؤكد لك أنه بجانبك، وفي تلك اللحظة يكفيك فخراً أنك عبداً وأنك أدركت تلك اللحظة بحق.

عن ذلك الانتماء للتفاصيل
كم مرة قابلت شخصا وشعرت أنك تعرفه من سنين؟ ذلك الإحساس بعمق المعرفة والغوص في نفسه من عينيه فقط، تلك العيون البريئة التي تجبرك وتفرض عليك الثقة فوراً في صاحبها، وحين تسأل نفسك (بأمارة إيه؟) لا تجد إجابة، سوى يقين كامل داخلك بأن هذا الشخص أهل ثقة دون أدنى شك. نعم هي مجازفة عند البعض، ولكنه احساس بالارتماء في حضن شخص غريب ورهان عليه، وهنيئا لك إذا حالفك الفوز بالرهان

ركز مرة أخرى.. ستجد من يحتويك بعينيه، ومن ينظر لك نظرة الإعجاب والفخر، والآخر الذي يتساءل عن كنيتك ومم صنعت شخصيتك، ركز مرة أخرى وأدرك تلك التفاصيل، فالحياة جميعها لا شيء يساوي فيها سوى تلك التفاصيل الصغيرة التي تمجد اللحظات والأشخاص، وما دون ذلك يفنى وينتهي.. تعلم فن التقدير كلما استطعت، وحاول الترفع عن صخب الحياة العالي والسريع كلما أمكن، تجد الوجود جميلاً.

ليست هناك تعليقات: