الأربعاء، نوفمبر 28، 2012

قدسية اللحظات المجيدة





إذا أنعم الله عليك بالخطي في ميدان التحرير.. فاخط بخطى بطيئة ورقيقة وتمهل رويداً.. فلازالت دماء الشهداء عليه لم تجف بعد.. أنت في حضرة الدم وكفى بذلك قدسية للأرض.. لو لم يكن غريباَ لكان أولى بك خلع نعليك بالأرض المقدسة (أرض الشهداء)
قدس الأرض وروح المكان.

-------

كمن يتذوق طعاماً لأول مرة تمهل في استقبال كلمات الحبيب.. كلمات تستحق أن يلوكها العقل قليلا ثم يرسلها بتأن مفرط للقلب لينثر فيه ذبذبات الحب شيئا فشيئا.. تمهل في الحب فالعجل يقتل اللحظات، قدس تلك اللحظة التي تسمع فيها اعترافا بالحب يتوجك ملكاً على وجه الأرض، وتتلاشى بعده الأشخاص والأشياء وما دون موجودات اللحظة.

------

قدس الحزن حين يزف وجهك الدمعة متدلية من العين، وأبشر فإن قلبك لم يزل واعيا بعد.. هل تدرك كم من أشخاص يتمنون لو أنهم يتيقنون ما إذا كانوا يمكنهم الدمع بعد أم لا؟ الدمع لغة الصادقين في التعبير عن صدقهم، قدس تلك اللحظة التي تدرك فيها أن إحساسك كان طاغيا لحدوث فعل لا تستطيع السيطرة عليه.. مبارك عليك كونك إنسانا حتى الآن.

-------

للحضن وجوه كثيرة.. هناك من يحضنك مكتفيا بعينيه التي تلمع وتحتويك داخلها وتغمض الجفون فيتبعثر الدفء ما بين الوجود وكيانك، وتلتحما معاً في أكمل صورة للإحساس بالأمان في أبسط صوره، ربما تجد حضناً آخراً يخترق سمعك يؤكد لك بصوت دافيء أنك محفوظ بالقلب مهما بعدت بينكما المسافات، وهناك ذلك الحضن الملحمي.. ذلك الحضن الذي يحتوي الجسد فيه الأخر فيتلاشا الجسدين ويكتملا معاً، أحد أبسط صور الحياة لتعريف الأمان الخالص، ذلك الإحساس الذي نولد عليه ونستفقده بمرور الأيام والسنين، تشعر وكأنك في حصن منيع، موجود في هذا الكون ولكنك في كون وحدك بذاتك.. مكتمل تماماً راضٍ حتى الثمالة.. تخبرك فيه كل خلاياك بأن الخدر قد أصبح شاملاً وأنك صرت في كيان الآخر.

------

حين تدرك أيا من تلك اللحظات.. قدم طقوس التقديس على أكمل وجه، واجتهد قدر استطاعتك لذلك، لا يتمتع الجميع بفن التقديس، ولا يتمكن الجميع من الإدراك.
هناك ما في الإدراك ذاته ما يستحق التقديس، أن تعي وعياً كاملاً بقيمة لحظات حياتك التي تستحق التذكر والتفكير والتقديس، أن تمنع تلك اللحظات من الانفراط في عقد الحياة السريعة، أن تقدس قيمة البشر والأرواح التي تقابلك.. تلك الأرواح التي لا تخضع لنظريات الصدفة ومباديء مرور الكرام، فقد طبعت كل روح منهم داخلك علامة -وإن لم تكن تدركها حتى الآن- 
أعد تقييمك من جديد.. وتمتع بفن التقديس، كن كمن أنت على فطرتك وارفض خلط روحك بمفسدات الإدراك اليومية.. يكفيك شرف المحاولة لتستعد فطرتك من جديد.

الأحد، نوفمبر 18، 2012

احنا بتوع الأتوبيس




قبل ٢٥ يناير كنا بتوع العبارة
احنا بتوع العبارة، وبتوع حادثة قطر العياط وبتوع الخضار المسرطن
احنا بتوع الظلم في المحاكم وبتوع التعذيب في المعتقلات
بعد ٢٥ يناير بقينا بتوع الثورة

احنا بتوع الثورة

بقينا بتوع محمد محمود
احنا بتوع احداث بورسعيد وماتش بورسعيد
احنا بتوع الاتوبيس وقطر اسيوط

احنا لسه بنموت

احنا بتوع الموت

احنا الدم الرخيص

عارف المشكلة في إيه؟
إن احنا بتوع !

ياريتنا كنا بتوع أي حاجة، بس العالم والظروف والبلد واللي ماسكها واللي حاميها واللي عليها شايفينا بتوع..

المشكلة الأكبر ان احنا نفسنا شايفين نفسنا بتوع

من أول اللي مرخص نفسه ودمه وبيجري على اتوبيس بيجري مش فارق معاه ممكن يحصله ايه لجل لقمة العيش
لحد اللي مستعوض ربنا في دم ولاده واهله اللي ماتوا

احنا بتوع الاتوبيس اللي اتدهس 
واللي بيجري 
واللي اتقلب 
واللي على آخره بس لسه مصرين نركبه!