الأحد، أبريل 21، 2013

الدومينو



ثمانية وعشرون قطعة متسلسلة.. تبدأ من العدم وتنطلق
يتوقفها العدد ٦ ويعلن لها حد النهاية.. 
                                                      لكنها تأبى أن تنتهي ولا تتوقف

لم يعد باستطاعة أحد أن يوقف هذا الزحف .. 
زحف منظم ومسلسل تعرف أوله .. يمكنك استقراء نهايته ولكن لا توجد ضمانات.. فقط بضع احتمالات تحتمل الصواب والخطأ والحيد عنها -ربما-.. 
افتح أفاقك وتوقع التغيير.. 
أو لا تتوقع من البداية واستعد لتتأقلم مع أي نتيجة كانت.





. | ..
استهلال بطيء.. يوشك بالحذر! اختيارين إما تقبل الواقع أو السعي لتغييره
تدرك فورا أنها قد استكفت من ذلك الواقع
تدرك فوراً انها تعبت من السفر ولا شيء يعجبها ولا يسعها شيء!
لا يسعها شيء؟!
بلى.. ستعمل على تأثير الفراشة ولترى حجم الفوضى التي ستخلفها
لا تستهن بشخص قد مل من واقعه، والأقوى منه هو ذلك الذي لم يعد يملك واقعاً بالأساس


... | .... 
حركة في المكان
وكأن الأيام صارت تدور داخل ماكينة روليت، كرة بيضاء تعلن بداية الدوران ولا أحد يعلم متى وأين ستتوقف.. صارت الأحداث والأشخاص يدورون سريعاً.. تشعر وكأنها مركز الروليت.. صارت تخفي عينها كيلا تلتقي بأعين الآخرين.. لا تريد حفظ الوجوه.. تخشى خلق مزيد مما سوف يصير فيما بعد ذكريات.
تحاول الخروج من الروليت بأقل حمل ممكن.. كمن يحاول الهرب بأقل ما يمكن سرقته من اللحظات.. تسعى.
تسعى سعيها المعتاد وتنتظر مرور الوقت في نفس الوقت الذي تخشى ألا تستطع إيقافه برهة لتلفظ أنفاسها.
تتمنى لو أن لديها ذاكرة السمكة فلا تحزن على شيء.. ولو أن لديها ذاكرة أفيال فلا تنسى أحداً!
تتمنى وتتمنى ولن تصير سمكة ولا فيل، فالق بما تحمل ولا تعبأ، ودع الوقت يتكفل بكل شيء.


..... | ...... 
كقطع الجنود المنتظمة كانت قطع الدومينو*، استهلال بطيء وتندرج باقي القطع تحت قانون الفيزياء الذي يقهرها تحت أوامره ويجبرها على الحركة دون توقف.
تعلم جيدا أنها هي التي رصت القطع بهذا الشكل، ويقين داخلي بأن لو عاد بها الزمن لما غيرت مكان قطعة واحدة عن الوضع الآني.. هي لم تندم على شيء.. كل ما كان قد كان، ولا نملك سوى الذي يكون، فليكن ما نريد أو لا نكون.

...... |      
ثمانية وعشرون قطعة متسلسلة.. تبدأ من العدم وتنطلق
يتوقفها العدد ٦ ويعلن لها حد النهاية.. 
                                                      لكنها تأبى أن تنتهي..
هي قطعك الثمانية والعشرين.. فأرصصها كما شئت، وأنّى لك الرص أينما ووقتما تشاء

فقط اعلم أنه يوم ما تلبث أن يبدأ الزحف، فلا مناص ولا حياد.. فالزم الدقة قدر المستطاع وآمن بنفسك حين يولي كل من حولك الأدبار، أنت والدومينو الباقين والناجين على حد سواء.



مي كامل
٢١ - أبريل - ٢٠١٣

--------------------
*اسم لعبة الدومينو هو مصطلح لاتيني الأصل ويعني السيد أو اللورد.