الثلاثاء، يوليو 11، 2006

أحجية من مائة قطعة

Image Hosted by ImageShack.us

هي قطع صغيرة لتكتمل الأحجية .. مائة ربما او ما يزيد بقليل ..
ويسألني .. أ واكتملت؟؟
لازال الوقت يقطعنا .. ونقطعه .. ونتعثر ببضعة أحجار إلا أننا نحيلها فتاتا .. لنكمل الطريق .. ينتابنا الألم والأسى ولكننا نثابر قليلا قليلا.
"الوقت يتكفل بكل شيء" .. كذبوا .. ليس كل شيء .. فتلك الأحجية لم تنته بعد !! وان لم ننهها نحن فكيف تنتهي وحدها ؟؟ أو للوقت ساعدان كي يتمها ؟! هراء.
نحاول –ألما- إعادة الكرة حين نتفقد الجزء الخاطئ في الأحجية ..
نحاول –أسفا- البحث عن الجزء الناقص الذي وقع تحت الكنبة ومن ثم اختفي تحتها بفعل مرور الزمن لنطلق على الوقت المار "هو التقادم".

"القطعة السابعة والتسعون"
مجموعة أفراد يلوحون بصالة مغادرة .. مغادرة من؟ "ليس في تلك القطعة" .. هناك من تبتسم في الخلف مع علمها بحرقة الفراق التي ستنتابها بعد لحظات إلا أنها أتقنت تمثيل الوداع السعيد ..
"الوداع السعيد.. كانت تلك كلمتان احتوتهما قطعة من الأحجية القابعة في صندرة المنزل .. لم يعد لها معني ولم يكن لها معنى من ذي قبل .. أي وداع سعيد ؟!!"
تحتشد أجسام بالقطعة إلا أن الرؤوس لا تظهر ربما كانت في القطعة السابقة .. فلنبحث عنها ..
الوقت سيقطعنا .. لن نبحث عنها إن لم تكن الرؤوس موجودة بالفعل في القطعة السابقة فسنتركها للتقادم !


"القطعة الثامنة والتسعون"
ليس هناك من يبتسم .. ولكنها بضعة رؤوس محتشدة .. وجوه مكفهرة .. وكأنه حر شديد .. ليس هناك من ينتبه لأحد .. الكل في تجهمه .. ينظرون نحو نقطة واحدة .. أي نقطة تلك تجذب كل تلك الأعين الواسعة .. لا أحد يقو على الحراك .. حسبهم النظر .. وحسبك استشعار ما لو قالوه لو ان لم النطق ..
لم يظهر في القطعة سوى أرجل مستلقية على فراش .. الجسد لم يكتمل فلا تبحث عن وجه صاحب الجسم .. لن تجده الآن.

"القطعة التاسعة والتسعون"
مبنى يتداعى .. هو ليس مبنى بل أشبه بحديقة ..
ربما بضعه أحجار تلقى في الهواء .. ولكن هناك أطلال صغيرة .. إذاً هو عمارة ربما أو سقوط برج ! هو تشوه لملامح كانت تشكل نسق معين ذات يوم
الشكل غير واضح والقطعة صغيرة الحجم جدا .. كل ما يتضح هو الانهيار !

"القطعة المائة"
لازلت ابحث عنها .. ربما كانت تلك التي فقدناها -أسفا- ووقعت في مكان ما .. لازلت ابحث عنها .. خلف الأدراج .. أسفل الأشياء .. لازلت أبحث في كل مكان.
أحاول العثور عليها كي توضع في مكانها .. كي نعيد رصف الأحجية .. نعم رصفها وتنسيقها .. كي نعيد الترتيب المنمق كما عهدنا أنفسنا .. كي نرفع قضية احتجاج أمام العبث والفوضى ..
كي نرفض ونسخط على وضع تبعثر .. على وضع رفض التنظيم ..
اركز الضوء .. أسلطه على كل بقعة في الحجرة .. بعزم أردد:
- سأجد القطعة ..
- سأجد القطعة ..
- سأجد القطعة إن شاء الله

يقطعني صوت هادئا يأتي بقربي .. ينحني نحوي من فوق مقعده و يسألني ..
أ واكتملت؟!!!

ليست هناك تعليقات: