السبت، ديسمبر 31، 2011

حنين إلى...



البعض أنعم الله عليه بنعمة النسيان، والبعض الآخر يتجرع ذاكرته بحنين مفرط لما كان عليه، وبين تلك الفئة والأخرى من يسارعون في الوثب بين صفحات الماضي والحاضر على حذر، بينما هناك الفئة المتأقلمة على كل وأي شيء ولهؤلاء كل التقدير والاحترام، لست أدري كيف تفعلون ذلك حقا!!
ليس الحنين شرطا لإعلان نقمتك على واقعك الحالي، فصدق أو لا تصدق قد تحن لوضع أسوأ مما أنت عليه حاليا، فقط لأن في هذا الوضع ما يشتاق إليه حالك، هل تحن لذكرى الحب الأول؟ رغم معاناتك فيه ومعرفتك بنهايته المأساوية؟
٢٠١١ كان عاما فاصلا على كافة المستويات.. لا أحن لما قبله قدر حنيني لتلك الطفلة التي كنت عليها، وأحن لعامين مضوا كنت فيهما لا أعبأ بالحياة على الإطلاق، كنت أنعم باتخاذ قرارات غير مدروسة لا يترتب عليها أي نتائج سلبية، حرية الانطلاق في حياة عبثية قد تفضي بك إلى أي طريق وارد وممكن.. واحتمالات لا نهائية في كافة القرارات. رفاهية التغيير وقتما تشاء أينما تشاء، رفاهية الاختفاء وقت ما تريد، متعة الهروب من البشر والأماكن حينما تضيق بك المرحلة، فتتنقل بين تلك المرحلة وآخرى في سلاسة تامة تشعر فيها بمدى خفة الحياة
تتمتع ببساطة العيش دون أية تعقيدات.. باسترخاء عقلك وإيقاف تلك الأفكار المسترسلة إليه، تتمتع بفكرة مجنونة تهبط على رأسك فجأة فتقوم بها فجأة

نعم.. أحن إلى هذا الشعور بالخفة.. أحن رغم نضوجي وشعوري بالتغير القوي منذ فترة خاصة مع الفطام الذي وقع لنا جميعا في ٢٠١١، ورغم حنيني هذا، فأنا ممتنة كثيرا لعام ٢٠١١ بشدة.
فقط لو أن ٢٠١٢ تحتوي على جرعات جنون مكثفة من حين لآخر تكسر هذا النضوج القاتل.. فأنا لم أعتد على هذا الإحساس الرصين ولا أود الاعتياد عليه. 

الأربعاء، نوفمبر 23، 2011

عنوانا في التحرير

صباحنا نادى

و صباح الندل مش باين

يا ابو كاب و دبوره بقى دمى عليك هاين

ده يمكن نكون اصحاب .. اخوات .. او يمكن متعرفنيش

بس انا عارف لو تعرفنى بسلاحك متضربنيش

سلاحك ده ليا امان مش ضرب و اهانه

يا مصر احنا ولادك ولا انتى بيعانا

فجاه بقينا ابطال الناس تحيينا

مظاهره و التانيه الناس تنادينا

و فجاه قلبوا علينا و لعنوا اسامينا

و منهم اللى حاول بالجزمه يدينا

بتقولو ضحكوا علينا ؟

انتم بقى فاهمين

ما كنتم لسه معانا و جنبنا نايمين

و ايد فى ايد شابكين مسلم و مسيحيين

طلعنا خونا و عملاء و اخوان و ايرانيين

و اجنده حمرا و خضرا و كتاب و كراستين

ما تنزل تشوف بالعين

اسالهم انتم مين

و ليه كده قاعدين

جعانين و مش خايفين

و على البرد ليه صابرين

و فى وشهم واقفين

اسالهم انتم مين

هتلاقى رد جماعى يا عم مصريين

والله مصريين

خايفين على بلادنا 

على الظلم مش راضيين

لدم كل شهيد فاكرين و مش ناسيين

رجاله ستات اعمارنا مختلفين

فينا تلاقى شباب و فينا مسنين

تجمعنا كلمه مصر 

و عنوانا فى التحرير



* انا مش عارفة القصيدة لمين.. ياريت اللي يعرف يقولي

الجمعة، نوفمبر 18، 2011

أبو النكروفيليا



هل فكرت في مشاهدة فيلم الإرهاب والكباب بعد ثورة يناير 2011 ؟ (مع التحفظ على إن بطل الفيلم عادل إمام معادي العدل والحرية ونصير السلطة والكرسي والظلم) لو مفكرتش.. فكر بجد وجرب تشوفه وتسمع الحوار اللي فيه من تاني.

محمد المخزنجي في مقال عبقري كتبه أمس في جريدة الشروق (اقرأ المقال هنا) كتب عن النكروفيليا في مصر.. كتب فيه إن اريك فروم اللي عرف النكروفيليا بأنها "انجذاب عاطفي تجاه كل ماهو ميت ومتفسخ وسقيم فهي الشغف بتحويل ماهو حي إلى غير حي وبالتدمير من أجل التدمير"
هي وسعت شوية من المخزنجي لما عكس المفهوم ده على الهتافات اللي بتقول نموت نموت وتحيا .... أو .... حتى الموت، بس هو شايف إنها دلالات على نكروفيليا في لاوعي المجتمع المصري مؤخرا.

انا شايفة اننا ممكن نتضامن مع المخزنجي فعلا ونقول الارهاب الارهاب لنخلي عيشتكو هباب.

دي مش تريأة.. انا فعلا بتضامن معاه، ليه نموت نموت ويحيا....، ليه مفيش تشبث بالحياة، أيوة هنخلي عيشتكو هباب، مش هنموت ومش هنسيبكوا في حالكو.. محتاجين تغيير الشعارات إلى حالة من الإيجابية وحب الحياة والأمل.
كفاية اكتئاب ويأس .. وفعليا مش لازم نسيب الحياة لذوي السلطة والعسكر يعيشوها بالطول والعرض ونعمق احساسنا بالخوف واننا على هامش الحياة
كفاية فكرة امشي جمب الحيط تسلم.. عمرك ما هتسلم، امشي جمب الحيط تتضرب بالشبشب زيك زي الصرصار بالظبط.. 
اقلع غماك يا طور وارفض تلف.. اكسر تروس الساقية واشتم وتف.

فكر مرة تانية، واتفرج على الارهاب والكباب من تاني.. هتحس كإنك بتشوفه أول مرة.

الأربعاء، مايو 25، 2011

آن الآوان ترحلي يا دولة العواجيز



ايادي مصرية سمرا ليها في التمييز

ممددة وسط الزئير بتكسر البراويز

سطوع لصوت الجموع شوف مصر تحت الشمس

آن الآوان ترحلي يا دولة العواجيز

عواجيز شداد مسعورين اكلوا بلدنا اكل

ويشبهوا بعضهم نهم وخسة وشكل

طلع الشباب البديع قلبوا خريفها ربيع

وحققوا المعجزة صحوا القتيل من القتل

اقتلني قتلي ما هيعيد دولتك تاني

بكتب بدمي حياة تانية لأوطاني

دمي دة ولا الربيع الاتنين بلون اخضر

وببتسم من سعادتي ولا احزاني

تحاولوا ما تحاولوا ما تشوفوا وطن غيره

سلبتوا دم الوطن وبشيمته من خيره

احلامنا بكرانا اصغر ضحكة علي شفة

شفتوتش الصياد يا خلق بيقتلوا طيروا

السوس بينخر وسارح تحت اشرافك

فرحان بيهم كنت وشايلهم علي كتافك

واما اهالينا من زرعوا وبنوا وصنعوا

كانوا مداس ليك ولولادك واحلافك

ويا مصر يا مصر آن العليل رجعتله انفاسه

وباس جبين للوطن ما للوطن داسه

من قبل موته بيوم صحوه اولاده

ان كان سبب علته محبته لناسه

الثورة فيضان قديم

محبوس مشافوش زول

الثورة لو جد متبانش في كلام او قول

تحلب وتعجن في سرية تفور في القلب وتنغزل فتلة فتلة في ضمير النول

متخافش علي مصر يابا مصر محروسة حتي من التهمة دي اللي فينا مدسوسة

ولو انت ابوها بصحيح وخايف عليها اي تركتها ليه بدن بتنخره السوسة

وبيسرقوكي يا الوطن قدامنا عيني عينك

ينده بقوة الوطن ويقلي قوم

فينك ضحكت علينا الكتب بعدت بينا عنك

لولا ولادنا اللي قاموا يسددوا دينك

لكن خلاص يا وطن

صحيت جموع الخلق قبضوا علي الشمس بايديهم

وقالوا لا من المستحيل يفرطوا عقد الوطن تاني

و الكدب تاني محال يلبس قناع الحق

بكل حب الحياة خوط في دم اخوك

قول انت مين للي باعوا حلمنا وباعوك واهانوك

وذلوك ولعبوا قمار باحلامك

نيران هتافك تحرر صحبك الممسوك

يرجعلها صوتها مصر تعود ملامحها تاخد مكانها القديم

والكون يصالحها عشرات السنين تسكونوا بالكدب في عروقنا

والدنيا متقدمة ومصر مطرحها

كتبتوا اول سطور في صفحة ثورة

وهما علما و خبرة مداورة ومناورة

وقعتوا فرعون هرب من قلب تمثاله

لكن جيوشه مازالوا بيحلموا ببكرة

صباح حقيقي ودرس جديد اوي في الرفض

اتاري للشمس صوت واتاري للارض نبض

تاني معاكم رجعنا نحب كلمة مصر

تاني معاكم رجعنا نحب ضحكة بعض

مين كان يقول ابننا يطلع من النفق

دي صرخة ولا غني ودة دم ولا شفق

اتاريها حاجة بسيطة الثورة يا اخوانا

مين اللي شافها كدة مين اول اللي بدأ

مش دول شاببنا اللي قالوا كرهوا اوطانهم

ولبسنا توب الحداد وبعدنا اوي عنهم

هما اللي قاموا النهاردة يشعلوا الثورة

ويصنفوا الخلق مين عنهم ومين خانهم

يادي الميدان اللي حضن الذكري وسهرها

يادي الميدان اللي فتن الخلق وسحرها

يادي الميدان اللي غاب اسمه كتير عنه وصبرها

ما بين عباد عاشقة و عباد كارهة

شباب كان الميدان اهله وعنوانه

ولا في الميدان نسكافيه ولا كابتشينو

خدوده عرفوا جمال النوم علي الأسفلت

والموت عارفهم اوي وهما عارفينه

لا الظلم هين يا ناس ولا الشباب قاصر

مهما حاصرتوا الميدان عمروا ما يتحاصر

فكرتني يا الميدان بزمان وسحر زمان

فكرتني بأغلي ايام في زمن ناصر

شايل حياتك علي كفك صغير السن

ليل بعد يوم المعاناة وانت مش بتأن

جمل المحامل وانت غاضض

بتعجب امتي عرفت النضال

اسمحلي حاجة تجن

اتاريك جميل يا وطن مازلت و هتبقي

زال الضباب وانفجرت باعلي صوت

لا حركتنا نبتسم ودفعت انت الحساب

وبنبتسم بس بسمة طالعة بمشقة

فينك يا صبح الكرامة لما البشر هانوا

وأهل مصر الأصيلة اتخانوا واتهانوا

بنشتري العزة تاني والتمن غالي

فتح الوطن للجميع قلبوا و احضانوا

الثورة غيض الامل وغنوة الثوار

الليل اذا خانه لونه يتقلب لنهار

ضج الضجيج بالندا اصحي يا فجر الناس

فينك يا صوت الغلابة وضحكة الانفار

وأحنا وراهم أساتذة خايبة

تتعلم ازاي نحب الوطن وامتي نتكلم

لما طال الصدي قلبنا ويأسنا من فتحه

قلب الوطن قبلكم كان خاوي ومضلم

أولنا في لسة الجولة ورا جولة

دة سوس بينخر يا ابويا في جسد دولة

ايوة الملك صار كتابة انما ابدا

لو غفلت عينا لحظة يقلبوا العملة

لكن خوفي مازال جوة الفؤاد يكبش

الخوف اللي ساكن شقوق القلب ومعشش

واللي مش راح يسيبه ولسة هيبقوا

وهيلاقولهم سكك وببان ما تتردش

وحاسبوا اوي من الديابة اللي في وسطيكم
  
وحاسبوا اوي من الديابة اللي في وسطيكم

والا تبقي الخيانة منك وفيكم

الضحك علي البق بس الرك علي النيات

فيهم عدوين اشد من اللي حواليكم 

عبد الرحمن الأبنودي


أنا مبحبش قصايد الابنودي صراحة انما اعتقد ان دي واحدة من القصايد اللي بعد سنين ممكن الطلبة يدرسوها على انها اعظم قصايد الثورة ويحفظوها كمان

الاثنين، فبراير 07، 2011

2 كرسي و 1 ترابيزة و .. صلحـــــــه !



اعتدت دوما شرب كوبا من الشاي باللبن .. ولمن لا يعرف فهناك اختلاف كبير فى طعم الشاي باللبن مابين الكوب والمج .. وانا واحد حريف شاي باللبن وعارف .. عفوا فأنا دائما اعاني من أني أتنقل دوما بين المواضيع ولكن لا تخف فسرعان ما ألف ألف ثم أعود لموضوعي .. المهم .. أفرغ من ذلك الكوب المتين ثم ارتدي لاذهب الى الجريدة ومرورا بأبو عماد البواب وزوجته -اللى ناسي اسمها دلوقتيثم تصبيحة على عماد ذات نفسه -يعني هو ملوش نفس- .. ثم  "تاكسي .. وسط البلد ياريس .. تمام" .
ادخل الى مكتبي واجلس وكالعادة أجد التليفونات تنهال عليّ 
" رئيس التحرير حيخرب بيتك لو مبعتش المقال حالا
 "حالا .. حالا .. "
وابدأ في كتابة ماجلست أفكر فيه طوال الليل ثم.. 
الشاي باللبن وحياة والدك يا عم مرسي .
نحن جميعا الآن في انتظار الشاي باللبن .. لا تقلق فعم مرسي مجهزه من بدري يمكن من قبل ما اوصل لذا لا تقلق
و أدي الشاي .. 
ثم أشرع في الكتابة ..
"قديما قالوا السمك الكبير بياكل السمك الصغير وحديثا تأكدوا ان السمك الكبير بيقرقش السمك الصغير مش بياكله بس .. والسمك الكبير هي الدول الكبيرة .. الكبيرة أوي أوي أو بمعنى آخر اصحاب الكراسي والترابيزات .. انه مفهوم قديم الازل "الكراسي والترابيزات" .. عندك مثلا زمان كان الاحتلال الانجليزي اول ما حط قدمه في مصر قام المصريون بمظاهرات وثورات وحرق وتدمير وخلافه ثم فكر الانجليز ما العمل ؟ وبدأت النظرية للتطبيق .. "نقعد ونعمل مفاوضات ونتكلم ونشوف انتوا عايزين ايه " قالها أحد الانجليز .. قعدنا واتكلمنا ولم نخرج بجديد سوى انهم ضيعوا لنا قليلا من الوقت في كلام مش جايب تمنه .. ثم مظاهرات مرة اخرى .. وهكذا فطنت الاسماك الكبيرة الى ان اى كرسيين وترابيزة بيجيبوا كلام ومفاوضات ويجيبوا وقت فاضي يرغوا فيه وبالتالى نقع في ثغرة تضييع وقت كان من الممكن استغلاله في فعل أي شيء يؤثر .. وبالطبع لم يرق الى الانجليز مبدأ أن يقوم العرب بفعل شيء يؤثر والا فلما تلك الترابيزة والكرسيين ؟؟
راحوا فلسطين هما هماهم السمك الكبير ده .. وطبعا عملوا مظاهرات وطبعا نفس الكرسيين والترابيزة ونفس الكلام وهلما جرة.
ولما عرفنا احنا بقى بعد سنين ان المفوضات اللى بيجرونا ليها مامنهاش فايدة .. بقوا يجيبوا الكرسيين والترابيزة ونبصلهم بكل القرف ونقول لا مش قاعدين ومش لاعبين وعاوزين نروّح .. طلعوا بالجديد بقى ، ألا وهو عملية سلام .. ها عاجبك ولا لأ؟
كويس .. يعني موافق .. روح يابني هات كرسيين وترابيزة حلوة كدة للباشا وادينا قعدنا تاني على نفس الترابيزة والكرسيين .. بس المرادي لو معجبكش السلام .. يبقى بنفس الكرسيين والترابيزة حتلاقيهم فى دماغك .. يعني خلاص .. اتربط مصيرنا بمصير العمر الافتراضي لنفس الكرسين والترابيزة .. بيني وبينكوا مش لاقي حل للكرسيين والترابيزة فى اننا نتخلص منهم ازاي .. انما على الاقل كفاية قعاد ع القهاوي لحد كدة.. 
ان لم نكن قد مللنا الكرسيين والترابيزة فلا شك انهم ملوا منا .."
انهيت المقال بجملة للخاتمة ثم ارسلتها لرئيس التحرير .. 
بعد ساعة ونصف كنت فى طريقي للمنزل .. نزلت من التاكسي ثم ازيك يا عماد؟ الله يسلمك يابو عماديعني هو ملوش ....-
ثواني يابيه كنت عايزك في موضوع مهم
خير يابوعماد ؟
سكان العمارة كانوا وصوني اقولك اننا بنلم فلوس عشان نعمل اسانسير للعمارة باذن الله
ممممممممم .. شوف يابوعماد بسيطة اوى .. احنا نقعد ونتكلم .. وادى الكرسيين والترابيزة .. قولى بأه تاني .. 
    عايزين اييييييييييييييييه؟

------------------

مقال كتبته منذ ٢٠٠٤.. ولكن توقيته الحالي، وجدته ملائما لحاجة في نفسي
ولو هغير عنوانه ليناسب الوقت الحالي.. هسميه دعوة للتحاور والتفاوض والحوار