هبل مشروع هو الإسم العملي في رأيي لخيانة مشروعة.. والحق يقال فهو ليس الهبل وحده المشروع هناك بل كل أنواع الفانتازيا على قليل من الرسوم المتحركة وتذكر معي فترة سينما المقاولات على –وللأسف- إخراج جيد ومونتاج أكثر من رائع.. ولكن الاجمالي كان محاولة لصنع فيلم جاذب للنظر ومثير للشك والغموض من اللحظة الأولى وبالفعل فى أول ثلاث ثواني تشعر بالغموض والإثارة ثم ينطفيء كل ذلك لاحقا.
قبل دخولي العرض وجدت كل من سبقوني إليه ينتقدونه بأن هاني سلامة هو الوحيد الذي كان يمثل تمثيلا مبالغا فيه.. ولكن بعد أن دخلت الفيلم اكتشفت عدة اكتشافات بعيدة تماما عن كون هاني سلامة بيمثل بمبالغة أو لأ.
أولها أن الكاراتيه والكونغ فو صارا موضة قديمة وعفا عليها الزمن.. إذا أردت أن تدافع عن نفسك حاليا فعليك بتعلم التحطيب.. كل المعارك هي تحطيب أكيد.. حتى النساء في الفيلم يحطبن ولا أجدعها صعيدي.. ربما لإن التحطيب رقصة يسهل تقديمها في إطار خناقة مفتعله!
الفيلم يقدم قصة من المفترض أن تكون غامضة ليكتشفها المشاهد شيئا فشيئا.. ولكنك منذ اللحظة الاولى تعرف كل تفاصيل الحادثة والغموض كل الغموض يظهر في النهاية بان البطل شخصيا الشرير قد تم خداعه.. ياسلام على المفاجأت
من خدعته لم يتم عقابها سوى بانها قتلت.. ونعم العقاب
ومن يعذب في السجن يظل طول الفيلم يتعذب مش راضي ينطق بأي معلومات لحد ما يجيبوله سلك الكهربا العريان.. وياله من سلك.. عريان بقى والحالة ضايعة فيضطر آسفا إنه يعترف بكل حاجة.
إيه الحكمة من إن إبراهيم عيسى ياخد دور ومساحة دوره ليس صغيرا بالمرة.. هل يفكر في ترك الصحافة وخوض التمثيل؟ -ربما-
وبمناسبة الحكم.. إيه الحكمة برضه ان العيلة محور الاحداث تكون عائلة مسيحية؟؟.. ما الداعي أصلا لذكر ديانتهم سواء مسلمين أو أقباط.. لا كان فيه ذكر لطلاق ولا كان توزيع الميراث اتأثر بالديانة.. كل ما أعتقده مبررا لكيلا يكونوا مسلمين إن هما مسيحيين فهاني سلامة مقدرش يتجوز سمية الخشاب عرفي! بتهيألي ده السبب الوحيد وغير المقنع اللى ممكن أقوله كمبرر لذكر ديانتهم كمسيحيين.
بالإضافة لو كنوا فعلا مسيحيين طب مبينوش ده ليه؟ من مشهد واحد فقط ظهر فيه الصليب كخلفية لهاني سلامة في مكتب شركته.. ولو المشاهد ملحقش يبص على الحيطة في الشوت ده فتبقى مشكلة المشاهد بطيء الملاحظة.. ياسلام!
بالأبدى ايضا انهم كانو يجيبو مشهد وفاة الأب في كنيسة.. إنما كان في صوان عادي لتحتار أكثر هما كانوا إيه بالظبط!
بطلة كليب "الواد قلبه بيوجعه" توقعوا تلاقوها بعدين مقرر في كل الافلام فقد اظهرت موهبة لا تتردد ولا ترفض ولا تتمنع.. فهي موهبة فذه "علقّت" مع كل واحد في الفيلم.. -قصدي الموهبة طبعا-
وكله يكذب على كله حتى البوليس يكذب على المتهم أو المشتبه به بمعنى أدق.. ولكن يحسب للفيلم أنه لم يقدم العنصر الطيب البريء الطاهر الخالي من كل الذنوب.. ذلك الملاك الذي يسير على الأرض الحمد لله لم يكن موجودا في الفيلم كما هو الحال في الواقع.. فحتى مي عز الدين ذات القلب الطاهر المحبه لبلدها كذبت هي الاخرى بدورها.. ولكنها لم تصل بالكذب للحد الذي وصل اليه الاخرون.
ثم الأحداث في قمة التطور والسخونة.. ومع آخر نصف ساعة للفيلم ستظهر عليك علامات الملل والزهق وستبدأ بالنظر في الساعة لتجد اجابة لذلك السؤال المتردد في ذهنك "امتى بقى هيخلص؟"
في نفس النصف ساعة الاخيرة تجد كل من كرهتهم في اول الفيلم وقد صاروا ابرياء مما انتسب اليهم من اتهامات بداخل بطل الفيلم.. لتبدأ في التعاطف معهم ولكن كيف تتعاطف معهم وكل منهم كان يحرض البطل على الاخر.. فتلك الزوجة المتهمة زورا في شرفها هي بدورها حرضت البطل على قتل اخيه!
وذلك الاخ البريء من اكل ميراث اخيه هو الاخر كان طاعون تجاري في المجتمع وكان حوت في السوق يدوس كل من يقف امامه.. حتى ذلك الاب الذي يطمح بصلاح إبنه هو بدوره لم يصل بشكل شريف ولم يكن رجل الأعمال القدوة.. حتى ذلك الظابط المحقق في القضية.. هو بدوره يستخدم اسلوب التعذيب في السجون ليجعل أحد الاشخاص يعترف!
تكره نفسك ومن حولك وتكره شخصيات الفيلم.
الفيلم في رأيي فيلم animation للكبار.. ربما ينقل "بعضا" من الواقع ولكنه ينقل كثير من الخيال والفانتازيا بشكل اكبر.. بمعنى أكثر توضيحا وأكثر دقة لا تقل "انيميشن مشروع" ولكن قل "مشروع انيميشن" وكل مشروع قابل للنجاح أوالفشل!
أخيرا أحب أوجه رسالة للي شار عليا الشورى المنيلة دي إني أدخل الفيلم ده وأقوله لك الله يارجل.
مي كامل