البعض أنعم الله عليه بنعمة النسيان، والبعض الآخر يتجرع ذاكرته بحنين مفرط لما كان عليه، وبين تلك الفئة والأخرى من يسارعون في الوثب بين صفحات الماضي والحاضر على حذر، بينما هناك الفئة المتأقلمة على كل وأي شيء ولهؤلاء كل التقدير والاحترام، لست أدري كيف تفعلون ذلك حقا!!
ليس الحنين شرطا لإعلان نقمتك على واقعك الحالي، فصدق أو لا تصدق قد تحن لوضع أسوأ مما أنت عليه حاليا، فقط لأن في هذا الوضع ما يشتاق إليه حالك، هل تحن لذكرى الحب الأول؟ رغم معاناتك فيه ومعرفتك بنهايته المأساوية؟
٢٠١١ كان عاما فاصلا على كافة المستويات.. لا أحن لما قبله قدر حنيني لتلك الطفلة التي كنت عليها، وأحن لعامين مضوا كنت فيهما لا أعبأ بالحياة على الإطلاق، كنت أنعم باتخاذ قرارات غير مدروسة لا يترتب عليها أي نتائج سلبية، حرية الانطلاق في حياة عبثية قد تفضي بك إلى أي طريق وارد وممكن.. واحتمالات لا نهائية في كافة القرارات. رفاهية التغيير وقتما تشاء أينما تشاء، رفاهية الاختفاء وقت ما تريد، متعة الهروب من البشر والأماكن حينما تضيق بك المرحلة، فتتنقل بين تلك المرحلة وآخرى في سلاسة تامة تشعر فيها بمدى خفة الحياة
تتمتع ببساطة العيش دون أية تعقيدات.. باسترخاء عقلك وإيقاف تلك الأفكار المسترسلة إليه، تتمتع بفكرة مجنونة تهبط على رأسك فجأة فتقوم بها فجأة
نعم.. أحن إلى هذا الشعور بالخفة.. أحن رغم نضوجي وشعوري بالتغير القوي منذ فترة خاصة مع الفطام الذي وقع لنا جميعا في ٢٠١١، ورغم حنيني هذا، فأنا ممتنة كثيرا لعام ٢٠١١ بشدة.
فقط لو أن ٢٠١٢ تحتوي على جرعات جنون مكثفة من حين لآخر تكسر هذا النضوج القاتل.. فأنا لم أعتد على هذا الإحساس الرصين ولا أود الاعتياد عليه.