الخميس، أغسطس 31، 2006

الوجه ... للعملة !

Free Image Hosting at www.ImageShack.us


قالوا ليس كل ما يعرف يقال.. وأقول ليس كل ما تراه صحيح .. قد يخدعك بصرك وقد يزوغ قليلا.. وهي ؟؟ كانت صورة مشوشة وددت التيقن منها فعرفتها بحق مصادفة.

هي اضعف مما تتخيل أنت .. لا يأتي ببالك مطلقا هذا السكون والضعف .. قد غلبت السلحفاة في تحصنها بمنزلها الساكن فوق ظهرها .. فهي لم تبن لها بيتا فوق ظهرها بل اكتفت بالهروب مما يحدث.. أي استكانة وسلبية كانت لها منها ! و أي غباء أوصفها أنا به !

قد كرهت نفسها أكثر من مرة .. وكم خشيت أكثر حب الناس لها على أن يكرهوها يوم يكتشفون ما يقبع خلف قناع القوة والثقة الذي تتمسك به ..
كم تمنت أن تكون إحدى هؤلاء الذين يرقدون في احد أركان الغرفة حين يلتف حولها جمهور .. كم تمنت ان يسحب منها صوتها حين تقوم بعرض أمام الناس ..
وكما تمنت ، خلقت لها عالم آخر بمقاييس أمنياتها .. كان منزلها ذو إضاءة خافتة .. تكاد تتفرس ملامح شخص قادم من بعيد فيه .. فهي لم تكترث كثيرا لوضوح الرؤية داخل المنزل .. ربما تلك الإضاءة القوية بالقرب من المرآة فقط لترى كيف سيكون شكلها عند الخروج ..
بالمنزل تجدها مكومة في احد الأركان او على احد المقاعد .. كثيرة الصمت .. لا ردود أفعال لها .. هادئة الملامح .. وهي التي يتهمها البعض بردود الأفعال غير الطبيعية .. تلك التي صوتها يدوي بالخارج .. أين هي الآن ؟!

كثيرا ما فكرت في وضع مساحيق للتجميل .. إلا إنها في آخر الأمر كانت تعود عن الفكرة مكتفية بذاك القناع الذي ترتديه فلما تتكلف أكثر وتثبت على نفسها تهمة الزيف؟؟

كانت تسمع أنين تلك الفتاة التي تتمنى لو تقف مكانها .. وكانت –هي- تتمنى لو قدمت لها ذلك المكان على طبق من فضه .. لتقايضها بلحظة صدق مع النفس .. لحظة تتكشف فيها حقيقتها أمام أعينها واعين من تحبهم من تعدهم بحق أصدقاء .
كانت تخشى ان تصرخ فى وجه احدهم مؤكدة ان من تراها هي ليست أنا .. كم تمنت الصراخ وقتما كظمت غيظها .. ربما وقتها سيحدث تغييرا ما .. من يدري !

أغلقت عليها باب شقتها بإحكام .. تناولت ورقة وشرعت في كتابة ما تريد .. من تكون .. ماذا يحدث لها .. كيف تبكي بلا صوت؟ وكيف تدمع دون احد يلاحظها .. كيف ترى نفسها وكيف تحكم على شخصها ؟؟ كتبت أحلامها وأمانيها .. عاشت أكمل نموذج يمكن أن ترسمه لنفسها على الورقة .. وعندما انتهت .. خرجت بالورقة من الباب .. ارتدت ملابس عادية جدا كما تريد كان يغلب عليها السواد .. ومع أول من قابلت .. طلبت منه قداحة ..

ومع اكتمال احتراق الورقة كانت قد شرعت في تكملة حديث لها بدأته أول أمس معه!

ليست هناك تعليقات: