الاحجام في زمننا الراهن اصبحت مشكلة عويصة، فكلما زاد وكبر الحجم زادت القيمة المباعة والمدفوعة في المقابل، احجام السندوتشات الكبيرة تباع باسعار اعلى من تلك العينات المخصصة للدوقان وليس الأكل
احجام السمن والزيت والسكر كلما زاد كلما خاف المشتري على جيبه، فهذا يعني مبلغ اكبر، واذا زاد الحجم وظل المقابل كما هو تشعر وكأن هناك شيئا ما مريبا، عليك الشعور بالارتياب ومعك كل الحق.. كيف يزيد الحجم ولا تزيد الفلوس؟!
ولان العلاقة بين المقابل والحجم علاقة طردية (كما علمونا) يزيد التابع بزيادة المتبوع بشكل ثابت، فحجمك انت الاخر كشخص عليه بالزيادة، وانت صغير غير وانت كبير، وانت طفل غير وانت راجل شحط ملو هدومه، عليك بدفع مقابل اكبر، وعليك باكتساب مقابل ايضا اكبر.. وانت وحجمك..
المشكلة.. مشكلة حجم، أزمة أحجام، فهناك تواطؤ اجتماعي على ان يعلن كل شخص عن حجم زائد له مجاني في وسط اوكازيون يبيع فيه نفسه بشكل مرموق تجعل المشترون مقبلون عليه وعلى اتم الاستعداد لدفع مقابل كبير يصيبهم بالرضا.. فقد اشتروا (راجل)
احد المعارف حكى لي على ان جريدة ما طلبته للعمل معها، وحين وافق في باديء الامر أنبه صديقه بشدة فهي جريدة سمعتها (مش ولا بد) فاتصل بهم بعد ساعتين ليعتذر لهم، وقت الاعتذار كان الحجم اختلف، فقد اصبح الشخص الان من صحفي صغير الحجم الى صحفي كبير الحجم لديه القدرة على التناكه والإمارة والرفض، وبالتالي كان زيادة السعر والمقابل برضا تام من الجريدة هو رد الفعل الاول، وكان رفض الصحفي بشكل حاسم هو رد الفعل البديهي على هذا الاسلوب في التعامل، ومابين البايع والشاري يفتح الله
المشكلة.. كل المشكلة، في السلع ذات التغليف الزائف، وما اكثرها على الأرفف، تعلم جيدا انك امام شخص عادي جدا بعد كفاح 30 سنة وصل أخيرا لمنصب يرضى هو عنه، وتعتبره انت منصب عادي جدا لشخص عادي جدا، الا ان كل تلك العاديات التي تراها لا يراها هو، فهو لم يصدق ما وصل اليه بعد، لذا بدأ في زيادة حجمه لمحاولة ملء ذلك الكرسي رغم ان تاريخ الصلاحية اوشك على الانتهاء، ولا داعي لهذا الحجم الزائد فاذا كان قد عاش 30 عاما مرمطون كم تبقى من العمر ليعيش مش مرمطون؟
ماعلينا.. اعتقد ان كل انسان يباغته حجمه الحقيقي قبل أن ينام بثوان معدودة، ياتي اليه شبح في حجم ما هو وحده يدركه تمام الادراك، ليرى نفسه جيدا قبل أن يسلم أمره لله ويسافر لمملكة النوم.. فقد لا يتمكن من الاستيقاظ مرة أخرى، وقد يحتجز في جمارك العودة بسبب وزن زائد.
لاتجبر الانسان ولا تخيره.. يكفيه ما فيه من عقل بيحيره.. اللى النهاردة بيطلبه ويشتهيه.. هو اللي بكرة ح يشتهي يغيره.. عجبي !!
الجمعة، فبراير 06، 2009
اعرف حجمك وعلم عليه
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
هناك تعليقان (2):
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ازيك يامي؟ عامله ايه؟
على فكره موضوع الحجم دا حاجه حقيقيه فعلا
دا لدرجة انه وصل لايه دلوقتي؟؟؟
مش حتصدقي...
اصبح مرتبط دلوقتي كمان بفكرة الارتباط والجواز
ايوه
يعني مثلا البنات دلوقتي مايبصوش خالص لواحد قصير ورفيع لو وقفت جنبه تبقى قد مامته
اعرف واحده كانت بترفض عرسان بس للسبب دا، عشان قصير (رغم انها مش نخله ولا حاجه، بس اهو بقى) قالتلي كده باللفظ "مايملاش عيني"
يعني فعلا موضوع ارتباط الحجم بالقيمه والعلاقه الطرديه الوطيده اللي بينهم اللي لو عملنالها
regression analysis (للي ليهم في الاحصاء) 8-|
وحسبنا الـ correlation coefficient
حيتطلع اقرب ما يكون للواحد الصحيح الموجب 8-|
حاجه حقيقية ووالقعية جدا بتتجسد بوضوح في العديد والعديد من امور حياتنا وادق تفاصيلها اليوميه 8-|
(حد فهم حاجه؟؟؟)
يلا سلام ياجميله
وتحياتي :)
أحلى حياة:)
ضحكتيني اوي
سعيدة بمرورك
إرسال تعليق