اعتدنا مشاهدة افلام والت ديزني بشخصياتها النمطية خاصة اذا كنت ستشاهد فيلم يتضمن قصة الاميرة والامير او الأمير والأميرة الغامضة التي ستكتشف في نهاية الأحداث أنها الأميرة.. إلى اخر تلك الصور النمطية، إلا أن ديزني منذ أن قدمت The Princess and The Frog وقد كسرت تلك النمطية تماما
فجأة وبدون سابق انذار تحولت البطلة من الشخصية السطحية التي لا تحلم الا بالامير ذو الحصان الابيض الى فتاة عاملة سمراء اللون (وهو جديد تماما على ديزني) تتحول لشخصية ضفدعة قبيحة لتعشق روح البطلة فضلا عن الشكل الجميل المعتاد لكافة رسومات ديزني.
وخلال ٢٠١٠ عادت ديزني من جديد لتدق على نفس الوتر، وتحطم كافة صورها النمطية وشخصياتها المعتادة، فقدمت فيلم Tangled في أبهى صوره.
تدور الأحداث حول زهرة سحرية تعطي من يرعاها الشباب الدائم، وتلك الزهرة تحتفظ بها سيدة ما وجدتها بالصدفة في إحدى الغابات وأبقتها تلك الزهرة في يافعة وجميلة دوما.
ولكن تتغير الأحداث بعد حمل الملكة ومرضها الذي يدق ناقوس الخطر على الملكة والجنين في وقت واحد فيسعى الناس للغابة باحثين عن تلك الزهرة التي قيل أن فيها الشفاء.
بالفعل يعثرون على زهرة السيدة العجوز ويأخذونها ويقدمونها للملكة لتشفى تماما وتنتقل إلى الأميرة الرضيعة كافة قدرات الزهرة خاصة في شعرها الطويل ذو القدرات الخارقة، وتكتشف ذلك السيدة العجوز لتختطف الأميرة وتربيها بنفسها لتبقيها تحت أعينها، ويظل الملك والملكة يبحثون عن ابنتهما لتتوالى الأحداث من هنا.
إذا كنت من متابعي ديزني فستلاحظ بسهولة كافة الاختلافات التي إن لم تكن ديزني قد اعلنت انها منتجة الفيلم لتصورت ان الفيلم Spoof على افلام ديزني.
فالمفاجأة الأولى أنه ليس هناك أمير، وليس من أصحاب الجياد البيضاء، بل إن بطل القصة هو شاب يتيم يعيش على السرقة والنصب وعدوه الأول هو الحصان الابيض الذي يتعامل كل منهما مع الاخر على انه العدو اللدود له.
حتى الأميرة التي لا تعرف من تكون حقا، فهي تحلم دوما بالخروج للحياة واكتشاف الخبرات الجديدة، وليس حلم الفارس ذو الجواد الابيض العتيق.. بل تؤكد كثيرا على أحلامها المختلفة التي تريد تحقيقها وعلى ضرورة أن تمتلك حلما في حياتك أو بمعنى أدق هدفا للحياة
حتى (الإفيهات) في الفيلم جاءت غير تقليدية بالنسبة لديزني فحين تعلن الأميرة عن اسمها (رابنزيل) يسخر منها الشاب ويرد God Bless you أو يرحمكم الله كما لو أن اسمها عبارة عن عطسة وليس اسما محترما.. هل يمكنك تذكر أي أميرة من أميرات والت ديزني تم السخرية من اسمها -حاشى لله-؟!
كذلك بالنسبة للسيدة العجوز الشريرة، فمثلها مثل كل الناس ليست تسير على وسادة من الشر طوال الوقت، وإنما أحيانا ما ترى جانبها الطيب في رحلة تقوم بها تستمر لمدة ٣ أيام تلبية لرغبة ابنتها الأسيرة.
حتى الأشرار والمجرمين الذين تقابلهم الأميرة في الحانة، سرعان ما تبرز جانبهم الآخر للتأكيد على ان كل الاشخاص يتمتعون بجانب سيء وحسن، وليس هناك من شر مطلق أو خير مطلق وهي مبادئ لم تفكر ديزني من قبل في تقديمها بل كانت تعمد إلى التركيز على الشخصية البيضاء أو السوداء فقط.
نهاية الفيلم لا تزال تقع تحت ثقافة ديزني والتي -في اعتقادي- لا يمكن تغييرها، فالفيلم موجه للأطفال ولن تجرؤ ديزني على تقديم فيلم ذو نهاية سوداء للأطفال.. فهي تعتمد على الواقع والحياة ليدرك الأطفال حقيقة الحياة البعيدة عن اللون الوردي.
الفيلم بشكل عام جيد جدا، ومبهر فعلا نظرا لأن القصة المقدمة كذلك لم يتم تقديمها من قبل وبالتالي فكل ما تراه يعد جديدا على عينك، كما تتمتع الرسوم بالإبهار كعادة ديزني.
يبقى عيب الفيلم الوحيد أنه لم يكن له أي داعي لوجود تقنية الـ 3D فهي لم يتم استغلالها بشكل جذاب ولم تضف إلى الفيلم أي عنصر جديد.